بحث داخل المدونة

مشوار حياة الفنانة شــــادية


بدأت مشوارها فى الحياة بعشقها للفن وقد كانت الظروف مهيأة لشادية لان تصبح نجمة كبيرة. فقد كانت السينما فى هذا الوقت تحتاج الى المزيد من ظهور فتاة مصرية دلوعة خفيفة الظل تكون موازية لفاتن حمامة التى بدأت تلمع فى أدوار بنت الاسرة المتوسطة المطحونة التى تعانى من المشاكل فكانت شادية تمثل جيل المراهقين فى هذا الوقت وقد قامت القانانة شادية بتمثيل الادوار خفيفة الظل أو الادوار المعقدة والصعبة والتى تحتل من خلالها مساحة فى اذهان وقلوب المشاهدين وسوف نبحر فى أوراق حياتها لنكسف أدق أسرارها. لم يكن حلمى رفلة هو أول من اكتشف الفنانة شادية ، ولكنه كان أول من قدمها فى السيننما ، ولكن الذى اكتشفها المخرج الراحل احمد بدرخان .. وكان قد أقام مسابقة من خلال شركة اتحاد الفنانين التى كونها مع حلمى رفلة والمصور عبد الحليم نصر فى عام 1947 ، وذلك لاختيار عدد من الوجوه الجديدة للقيام ببطولة الافلام السينمائية التى ستقوم بانتاجها الشركة ، وكانت السينما قد ازدهرت بعد نهاية الحرب العالمية ، 

وبدأت حركة الانتاج تنتعش لضخ رؤس الأموال فى السينما من خلال كبار التجار الذين أثروا خلال الحرب العالمية الثانية أو ما بعدها ، وكان الفيلم الغنائى هو النوعية السائدة فى ذلك الوقت. والغريب ان فاطمة احمد شاكر ، وهذا هو اسم (شادية) الحقيقى عندما غنت أمام لجنة المسابقة التى تقدمت لها شادية قال لها المخرج الراحل احمد كامل مرسى ، والذى كان عضواً فى اللجنة .. روحى اعملى عملية اللوز ، قبل أن تغنى .. ومع ذلك تحمس لها بدرخان ، وعندما انفض الشركاء فى اتحاد الفنانين ، قام حلمى رفلة بتبنى الموهبة الجديدة والتى أطلق عليها شادية وقد جاء الأسم من خلال فيلم سينمائى قام ببطولته وإخراجه يوسف وهبى ، وشاركته بطولته نور الهدى باسم (شادية الوادى) ولأن لعميد المسرح العربى يوسف وهبى مكانة كبيرة فى عالم الفن ، فقد راق الاسم لحلمى رفلة وتم اختيار اسم (شادية) على فتوش احمد كمال شاكر. والأكثر غرابة ان الفنانة شادية عندما تقدمن الى لجنة المسابقة التى اقامها احمد بدرخان

كان عمرها أربعة عشر عاماً فقط ، فقد ولدت فى السابع من فبراير عام 1923 بحى عابدين بالقاهرة لأم مصرية من اصل تركى وأب يعمل مهندساً زراعياً بالمزارع الملكية فى (أنشاص) وكانت رقم خمسة فى ترتيب الاخوات ، حيث يكبرها اشقاؤها محمد وسعاد وطاهر وعفاف. وقد لعبت الصدفة دوراً كبيراً فى حياة شادية ، 

بعد أن نجحت فى المسابقة التى أقامها احمد بدرخان ، فكر فى اسناد دور لها فى الفيلم السينمائى (القاهرة بغداد) الذى قامت ببطولته مديحة يسرى والممثل العراقى حقى الشبلى وبشارة واكيم ، ولكن رأى من وجهة نظر المبتكر أن الدور لا يلائم مواهبها ، وأن ابنه الاربعة عشر ربيعاً تحتاج الى عمل تنفجر به كقنبلة فى الوسط السينمائى .. وأبدى حلمى رفلة الذى كان يستعد لإخراج فيلم (العقل فى إجازة) وهو أول إنتاج للمطرب محمد فوزى ، ووجد محمد فوزى ضالته فى الفتاة الصغيرة الناشئة والتى تغنى الاغانى الخفيفة ، وهو اللون الذى اشتهر به محمد فوزى . وكان يأمل عندما دخل ميدان الانتاج السينمائى أن يقوم بانتاج فيلم غنائى استعراضى وإذا لم يكن قد تم اكتشاف شادية فإنه لم يكن يستطيع أن يحقق أمله فى انتاج هذا النوع من الافلام خاصة أن الممثلة التى كانت مرشحة أمامه هى الفنانة ليلى فوزى. وقد جدد فيلم (العقل فى اجازة) وهو اول فيلم قامت ببطولته شخصية البنت الدلوعة الحالية الت اشتهرت بها شادية فى المرحلة الأولى من مشوارها الفنى . 

قدمت شادية نموذجاً للفتاة المصرية وابنة الطبقة المتوسطة الحالمة بحياة أفضل والرقيقة التى تحلم بالحب حتى تحت الضغوط النفسية والتى كانت تمارسها الاسرة من الطبقة المتوسطة على ابنائها وبناتها بصفة خاصة .. فقد كانت لهذه الاسر طقوس وتقاليد لا يمكن تجاوزها أو الخروج عنها وذات الشخصية التى عرفت بها شادية بعد ذلك وبدأ المخرجون فى تقديمها فى السينما حتى نهاية الخمسينات. اما شادية كمطربة فقد لعب الفنان الراحل محمد فوزى دوراً كبيراً فى تحديد اللون الغنائى الذى يمكن أن تغنيه ، هو اللون الذى يناسب سنها وصوتها وشخصيتها الفنية فصاغ لها باسلوبه المتميز العديد من أغنياتها الاولى والتى قدمتها فى الافلام الاولى التى قدمتها فى السينما. ومن خلال الاغانى التى قدمها الموسيقار محمد فوزى لشادية استطاعت أن تحتل مساحة عريضة فى عقول المراهقات والمراهقين وبدأت هذه الطبقة فى ترديد أغانى محمد فوزى التى لحنها لها..

وإذا كان المخرج احمد بدرخان الذى اكتشفها وحلمى رفلة الذى قدمها فى اول بطولة سينمائية فإن الفنان محمد فوزى هو الذى حدد ملامح صوتها واكتشف ما يناسبها من الاغانى التى تقدمها فى الاعمال الفنية التى تشترك فيها الثلاثة ساهموا فى تكوين شخصية ابنة الابعة عشر ربيعاً التى احترفت الفن. والدليل أن محمود الشريف الذى لحن لها (حبينا بعضنا) و (حسن يا خولى الجنينة يا حسن) والموسيقار احمد صدقى الذى لحن لها (الشمس باتت) ومنير مراد الذى لحن لها (واحد اتنين) وغيرهم من الملحنين ساروا على درب محمد فوزى فى التعامل مع حنجرة وصوت الدلوعة شادية. وقد لعب المخرج حلمى رفلة ايضاً دوراً مهماً فى تحديد ملامح الشخصية التى يمكن أن تقدمها فى الافلام السينمائية ، وهو لون البنت الدلوعة الشقية الحالمة وقد سار على نفس الدرب عدد كبير من المخريجين الذين تعاملوا مع شادية اشتركت فى بطولته مع زكى رستم والمخرج يوسف معلوف فى فيلم (الهوا سوا) و (ساعة لقلبك) وأنور وجدى فى (ليلة العيد). 

ولان شادية كانت تمثل بنت الطبقة المتوسطة الحالمة الشعبية فقد تلاقت الشخصية مع شخصية ابنة الطبقة المتوسطة المطحونة والتى تنفذ التعاليم بحذافيرها وتخرج على العادات والتقاليد وترفض السير فى الاتجاه المعاكس للفتيات الحالمات وهى نجمة القرن فاتن حمامة حيث شكل الاثنين ثنائياً جميلاً فى السينما المصرية واستطاع واحد من المبتكرين فى السينما المصرية وهو المخرج إبراهيم عمارة أن يحقق نجاحاً كبيراً من خلال الثنائى الجميل الذى تم تكوينه من فاتن حمامة وشادية خاصة فى فيلم (اشكى لمين) وتألق الثنائى فى فيلم (موعد مع الحياة) الذى اخرجه الراحل عزالدين ذوالفقار والذى غنت فيه فاتن حمامة مع شادية دويتو غنائى بعنوان (الو .. الو .. إحنا هنا .. ونجحنا أهو فى المدرسة) ولا يزال يعيش بين جماهير المستعمين حتى الآن. وقد استطاع المخرجون فى السينما أن يكونوا ثنائياً  تمثيلياً بين شادية ووكمال الشناوى وقام الاثنان ببطولة العديد من الافلام بدءاً من (الهوا سوا) ليوسف معلوف (والهوا مالوش دوا) و(بشرة خير) وغنت شادية مع كمال الشناوى دويتو أيضاً بعنوان (سوق على مهلك).

ولكن حدثت تغيرات سياسية ساعدت على احتلال شادية مساحة كبيرة فى عقول المراهقات خاصة .. فقد احدثت ثورة 23 يوليو 1952 تتغيرات حذرية فى المجتمع المصرى من ابرز مظتهرها تطلع ابناء الطبقات الكادحة والمتوسطة الى حياة افضل بعد ان اتيحت لهم فرصة التعليم والمشاركة فى الحياة العامة وكانت الادوار التى تقوم بها قادرة على اشباع رغبات بنات جيلها المنتميات الى هذه الطبقات نحو التطلع الى حياة أفضل. فقد كانت شادية بجمالها الهادئ وصوتها الرقيق نموذجاً لفتاة احلام جيل كله من شباب وشابات الخمسينيات وهذا ما جعل المنتجون والمخرجون يلحون على تقديم شادية فى أدوار البنت الشقية الدلوعة. ولكن الدلوعة أرادات أن تتخطى المرحلة وبدأت فى تغيير مسار الربح باختيار بعض الادوار الجادة كما حدث فى فيلم (بائعة الخبز) أمام امينة رزق و(ليلة من عمرى) أمام عماد حمدى و (وداع فى الفجر) أمام كمال الشناوى ، إلى جانب (لحن الوفاء) و (دليلة) مع عبدالحليم حافظ. إلا أن القنبلة التى فجرتها شادية فى الوسط الفنى كانت فى نهاية الخمسينات وبداية الستينات والتى قلبت مشوارها الفنى راساً على عقب ...!! فقد كانت السينما فى هذا الوقت تحتاج الى المزيد من الوجوه النسائية خاصة فى مجال الغناء والطرب وكان لابد فى الحلقة الماضية تعرفنا على بداية النجمة الكبيرة شادية ، ومن قدمها للسينما وأن اسمها الحقيقى فاطمة احمد شاكر ، والذى تغير بعد ذلك الى اسم شادية وتحمس المخرج الكبير احمد بدرخان لها .. وأن أول فيلم قدمته هو (العقل فى إجازة) وكيف أن الموسيقار الكبير محمد فوزى كان له تأثير كبير على مسيرتها الفنية وتجديد لونها الغنائ وتأثيرها أيضاً بعبقرى الموسيقى بليغ حمدى ودور محمود الشريف الكبير وكيف استطاعت أن تتخطئ مرحلة الدلع والانوثة لأدوار أكبر قيمة وتأثير فى مسيرتها الفنية. فى نهاية الخمسينات وتحديداً فى عام 1959 

فجرت الفنانة شادية قنبلة فى الوسط السينمائى حيث غبرت جلدها فى الادوار التى كانت تقوم ببطولتها وهى الادوار الخفيفة أو أدوار البنت الدلوعة ... وقد كان التغير مغامرة بالنسبة لها فقد كانت الفنانات من بنات جيلها يرفضن القيام بدور الام ، إلا أنها تجرات واخرجت ما يمكن من داخلها من موهبة حيث فجرتها فجأة .. وذلك فى (المراة المجهولة) الذى اخرجه محمود ذو الفقار فى عام 1959 وهو الذى تم إعداده عن الراوية العالمية مدام اكس .. والتى قدمتها الفنانة والمنتجة الكبيرة آسيا فى بداية مشوارها الفنى. وتم تقديمها على المسرح أكثر من مرة إلا أن الفنانة شادية قدمتها بشكل جديد وخطت من خلال الدور خطوة واسعة الى الامام بل غدت فى نظر الجماهير فنانة كبيرة لا تتقيد فى ادوارها بمواصفات محددة أو معينة ولكنها تستطيع أداء الشخصيات المركبة شديدة الصعوبة.

ورغم أن جماهير السينما لم تتعود على فنانته الدلوعة فى القيام بمثل هذه الادوار الميلودرامية الصيغة ، إلا أن الجماهير تقبلها لانها مرت فى أحداث الفيلم بثلاث مراحل مختلفة .. الاول شخصيتها العادية وهى الفتاة المرحة .. والمرحلة الثانية المأساة حيث تقع فى قبضة بوليس الاداب وتدخل السجن .. والثلاثة حساب الضمير حيث التقت بابنها الذى وقف بدافع عنها .. استطاعت شادية على نحو بديع ومميز تجسيد شخصية المرأة التى وقفت ضدها الاقدار ايذاناً بمرحلة جديدة فى مشوارها على الشاشة ، مرحلة أكثر نضجاً واعمق تأثيراً..

وقد استطاعت شادية أن تجذب الجماهير بل تجعلهم يتعاطفون معها من خلال امرين اولهما وجه رقيق ، دقيق الملامح ، مريح القسمات قابلاً للظهور على الشلة وتعاطف الجماهير مغع والثانى أداء عفوى وتلقائى .. ولكن الذى زاد خبرة شادية فى تجسيد الشخصيات المركبة بدءا من المرحلة المجهولة تجاربها السابقة التى قامت بها من خلال أكثر من خمسين فيلماً سينمائياً قامت ببطولتها من عام 1947 وحتى عام 1959 وكانت تقوم بالبطولة فيما يقرب من خمسة افلام فى العام وقد ساعدها العدد الكبير من الافلام الاسينمائية التى قامت ببطولتها معرفة كاملة بكيفية الوقوف امام الكاميرا. وقد ساعدها ذلك عندما قامت بدروها فى (المراة المجهولة) أن ذهبت عنها الملامح الطفولية وأصبحت اعمق واكثر نفاذاً واشد قدرة على التركيز وبدت حركتها سواء فى السير أو اللفتات اكثر رصانة .. 

وقد ساعدت الافلام التى قامت ببطولتها ، فضلاً عن موهبتها المتوافرة اصلاً وجاذبيتها جعلتها تتألق فى مرحلتها الجديدة والتى بدأت بعدها اختيار الادوار المليودرامية وجاء بعد (المراة المجهولة) فيلم (التلميذة) لمخرج الميلودراما العنيفة حسن الامام وقد اضاف اليها الكثير من خلال خبرته الطويلة فى هذا العام... وعادت الى محمود ذوالفقار مرة أخرى فى الفيلم السينمائى (امراة فى دوامى) واستغلها المخرج والمنتج حسن رمزى فى فيلم (معا الى الابد). ورغم ان أدوار الميلودراما التى كانت تتعشقها الجماهير فى تلك الفترة نظراً للتغيرات الاجتماعية التى حدثت فى مصر لعد عام 1961 وهى فترة التطبيق الاشتراكى ، إلا أن شادية قامت بتقديم أكثر من تجربة تحت لافتة السينما الرومانسية والتى كانت إحدى الموجات السائدة فى ذلك الوقت أيضاً نظراً للمتغيرات الاجتماعية وكانت تلاقى إقبالاً جماهيرياً كبيراً وتسببت فى خلق نجوم ونجمات مازالوا يمارسوا العمل الفنى.

وتحت مظلة السينما الرومانسية قدمت شادية مجموعة افلام ابرزها (لوعة الحب) مع عمر الشريف وإخراج صلاح ابو سيف و (اغلى من حياتى) مع صلاح ذوالفقار واخراج محمود ذوالفقار و(معبودة الجماهير) مع عبدالحليم حافظ وإخراج حلمى رفلة... ولان فترة الستينيات اشتهرت السينما المصرية بتقديم الادب الروائى خاصة من روايات نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس ويوسف السباعى ويوسف ادريس وغيرهم من كبكار ادباء تلك الفترة حيث كانت اسماء كبار الادباء تجذب الجماهير لمشاهدة الافلام التى يتم  إعدادها من رواياتهم .. حيث كانت الحركة الادبية فى مجال القصة رائجة فى ذلك الوقت وكان كبار المنتجين امثال رمسيس نجيب وحلمى رفلة وعباس حلمى يفضلون انتاج روايات كبار الادباء عن الروايات العادية .. لان الجماهير كانت تعتبر الاديب أو الكاتب الكبير نجماً للشباك أكثر من الممثل أو الممثلة وكثيراً من الافلام السينمائية نجحت بسبب روايات كبار الادباء .. وكان الاديب الكبير نجيب محفوظ واحداً من نجوم الادب فى السينما المصرية فى ذلك الوقت. وقد جسدت الفنانة شادية اربع شخصيات لنجيب محفوظ ..

 كانت بطلة لاربع بطلات من رواياته .. لقد جسدت دور حميدة فى (زقاق المدق) الذى اخرجه حسن الامام فى عام 1963 وجسدت شخصية نور فى (اللص وكلاب) الذى اخرجه المخرج الكبير كمال الشيخ عام 1963 وثالث الادوار التى جسدتها شادية من شخصيات نجيب محفوظ كريمة فى فيلم (الطريق) الذى قام ببطولته معها رشدى اباظة وقام باخراجه حسام الدين مصطفى. أما الشخصية الرابعة التى جسدتها شادية من شخصيات نجيب محفوظ زهرة فى فيلم (ميرامار) الذى اخرجه كمال الشيخ عام 1969. وكانت شادية احدى العلامات الفنية فى الافلام الاربعة .. 

ومن الادوار المهمة التى جسدتها شادية من روايات كبار الكتاب دور البطولة فى رواية (شئ من الخوف) للكاتب الكبير ثروت اباظة. ومن الروايات الادبية التى جسدت ادوارها فى السينما بطولة (كرامة زوجتى) للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس .. و(مراتى مدير عام)  للراحل عبدالحميد جودة السحار . وإذا كانت الفنفة شادية قد حققت نجاحاً فى المليودراما السينمائية ودخلت مرحلة أكثر عمقاً فى الادوار التى جسدتها من خلال روايات كبار الادباء . إلا أنها دخلت مرحلة ثالثة وهذه المرحلة إن دلت على شئ فإنما تدل على قدرتها فى تجسيد الادوار فى كل الوان الفنون سواء اكانت خفيفة أم ميلودراما فى مرحلتها القاسية وفى المرحلة الثالثة تجسد بطلات كبار الكتاب ،

اما المرحلة الرابعة التى اكدت قدرتها على اداء جمبع الالوان فهى قيامها ببطولة مجموعة من الافلام الكوميديا والتى بداتها بمنتهى الفرح  و(الزوجة 13) و (عفريت مراتى) و(نصف ساعة جواز) والافلام الثلاثة الاخيرة من إخراج المخرج المتميز فطين عبد الوهاب. وتجارب شادية فى الالوان المختلفة التى قدمتها جعلتها تحتل مساحة كبيرة فى عقول المتفرج المصرى بصفة خاصة والمتفرج العربى بصفة عامة .. وازداد احترامه لفنها ولم تتغير نظرته منذ دخلت الى السينما من باب الغناء وجمال الصوت وإزداد احترامه لها بعد أن تنازلت من فرط ثقتها بنفسها وقدراتها التمثيلية عن ميزة الغناء فى بعض افلام الستينيات وراحت تؤدى اداء تمثيليا راقياً جعل المتفرج لا يضع اية حدود فاصلة بين شادية المطربة وشادية الممثلة.

وكان التحول الرهيب فى مشوار شادية اعترافاً لا يقيل مجالاً للشك من جانب الجميع سواء السينمائيين أو جماهير السينما من أنها اكبر بكثير من مجرد مطربة عرفت طريقها الى السينما مثل غيرها من بقية المطربين والمطربات لان هناك فرقاً بين موهبة وموهبة . ورغم حركات التحول الناجحة فى مشوار شادية الفنى .. إلا أنها فشلت فى تحقيق نفس النجاح فى مشوار الزواج وتكوين الاسرة. 

تصنيفات